تقرير عام 2016
ان تقرير عام 2016 عن المشروع الآثاري في منطقة أور جاهز للاطلاع والتحميل. حيث يمكنكم الاطلاع على آخر فعالياتنا في الحقل.
نوجه شكرنا الجزيل للمانحين والداعمين، وخاصة البارون لورن تايسن- بورنميسزا من مؤسسة أوغسطس، كيرينتكو، المركز البريطاني لدراسة العراق، الاعتماد المالي لآثار الشرق الأدنى لجيرالد أفيري وينرايت، السفارة البريطانية في العراق والمجلس البريطاني. حمل هنا.
2016 خاركس سباسينو
بدأنا هذه السنة بمشروع جديد مثير في مدينة قديمة تدعى خاركس سباسينو تقع في محافظة البصرة. أسس الإسكندر المقدوني المدينة عام 324 قبل الميلاد وأصبحت بعد ذلك عاصمة لمملكة الخاركسيين ومرفأً تجاريا مهما. ونحن في طور إعداد موقع شبكي منفصل خاص بهذا المشروع. وحتى يتم إعداد الموقع الجديد يمكنكم الاطلاع على عملنا في خاركس, باللغة العربية والانكليزية, على الموقع التالي:
السلالة الغامضة لملوك سيلاند
لا يخلو طلل بال من أسرار خفية. كنا نعرف ان تل خيبر كان محتلا في الألف الثاني قبل الميلاد, وكنا نشك في انه يخفي بناية رسمية ضخمة, وكانت دهشتنا عظيمة عندما اكتشفنا ما كانت تحويه. نحن نعرف الآن, من وثائق تركت في مكاتبها المهجورة منذ زمن سحيق, إن هذه البناية لم تكن, كما خمنا أولا, جزءا من حكومة حمورابي, بل هي جزء من حكومة ملوك سيلاند. كانت ثلاث من الوثائق تحمل تاريخ “سنة جلوس الملك أياداراكالاما” , الذي جاء الى الحكم عام 1500 قبل الميلاد, أو ربما قبل ذلك أو بعده بسنة أو سنتين.
لا يعرف إلا القليل عن عالم ملوك سيلاند, الذين احتلوا منطقة بابل الجنوبية عندما فقد ابن حمورابي سيطرته على المنطقة عام 1730 ق.م. وتشير تنقيباتنا الى نظام إقتصادي مستقر ومتطور في المنطقة. تشير مصادر أخرى, بأدلة غامضة, إلى وجود صلات قرابة, أو علاقات سياسية, مع الخليج و ايران. إن ما اكتشفناه في تل خيبر يدل على وجود استمرارية في الدين المحلي والثقافة المادية والأسماء الشخصية في منطقة أور, مما يدل على ان تبديل الحكم لم يغير الطريقة الأساسية للحياة.
تقرير عام 2015
ان تقرير عام 2015 عن المشروع الآثاري في منطقة أور جاهز للاطلاع والتحميل. حيث يمكنكم الاطلاع على آخر فعالياتنا في الحقل.
نوجه شكرنا الجزيل للمانحين والداعمين، وخاصة البارون لورن تايسن- بورنميسزا من مؤسسة أوغسطس، والمركز البريطاني لدراسة العراق، الاعتماد المالي لآثار الشرق الأدنى لجيرالد أفيري وينرايت، السفارة البريطانية في العراق والمجلس البريطاني. حمل هنا.
تراث العراق الحقيقي غير قابل للتدمير
قد يستغرب الكثيرون لأننا لا نزال ننقب عن الآثار في العراق في الوقت الذي تعج فيه الصحف والاذاعات باخبار الدمار وبربرية من يسمون انفسهم بالدولة الاسلامية.
نحن نستنكر بالطبع هذه الأعمال الهمجية ونحزن لتدمير الآثار الجميلة، ولكن هذه البربرية لن تتمكن من محو إرث العراق الحضاري، لأن هذه الحضارة حقيقة ثابتة مسجلة وليست مجرد آثار مجمعة. وخير ما لدينا لنجابه هذا العنف هو أن نستمر بالتنقيب في منطقة أور لأثراء معلوماتنا عن مجد العراق القديم ولنجد تحفا جديدة تضاف الى متاحف العراق، وكذلك لنكشف عن معلومات تزيد من فخر العراقيين بماض كان يجمعهم جميعا، بغض النظر عن اختلافاتهم العرقية والمذهبية الحالية. إن بعثتنا هي حول علم الآثار لا وحل السياسة، ونعتقد ان الكشف عن تراث مشترك هو أمريساعد الامة على استرداد عافيتها والخروج من محنتها.
ونحن على استعداد دائم للحديث عن اعمالنا إذا سئلنا، كما يحدث لنا دائما في ذي قار.
يمكن الاطلاع على آخر أخبارنا هنا
تل خيبر 2015
جري تكريس الشهورالثلاثة الأولى من عام ٢٠١٥ للتنقيب في البناية غيرالمألوفة في تل خيبر. وظيفة البناية لازالت لُغزاً، وشكلها الغريب مع غرف عاديّة تُحيط بها جعلها فريدة من نوعها في الوقت الحاضر. جاء مفتاحٌ واحدٌ لحل اللغز من خلال وثائق مكتوبة عُثرعليها داخل البناية: سجلات تُظهر توزيع كميات كبيرة من الحبوب. تُشيرهذه الوثائق الى أن البناية كانت جزءً من المنظومة الإدارية للدولة البابلية. تحمل واحدة من الوثائق تأريخ يشير الى حكم حمورابي، ملك بابل (١٧٩٢-١٧٥٠ ق.م). يبدو أن البناية بقيت مُستخدمة حتى بعد إنحلال دولة حمورابي بعد جيل من الزمان.,
إستغرق العثور على جدران البناية وقتاً وتطلّب الكثير من الصبر، ذلك أنها مُشيّدة من اللِبنْ. لكن بمساعدة صور الأقمار الصناعية وعملية إزالة الأتربة السطحيّة أصبح مخطّط البناية واضح الشكل. وفي الوقت نفسه، جرى التنقيب بعناية في غرف مُختارة من أجل إستخراج محتوياتها. كما جرى جمع وتسجيل مختلف القطع الأثرية التي تركها شاغلوا البناية، وكانت عبارة عن جرار فخاريّة، أدوات حجريّة ومعدنيّة، وفي بعض الأحيان ألواح نذريّة ورُقم مسماريّة، في حين تم فحص التراكمات الى المستوي الميكروي( الجزيئي). أُخذت عيّنات صغيرة من الأتربة للفحص الجزيئي لمعرفة محتوياتها، تمّت غربلة هذه العيّنات من أجل العثور على بقايا العظام والنباتات، وجرى فحص بعض المواد بجهاز الفحص الشعاعي المحمول. إن المهارات المجتمعة للعديد من المختصين وعلماء الآثار ذوي الخبرة قد مكّنتنا تدريجيّاً من وضع صورة عن الحياة في مدينة عراقيّة جنوبيّة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة ونصف.
المشاركة الدوليّة
صحيحٌ أن المكتشفات الجديدة مثيرة للحماس لكنها تأخذ معناها الحقيقي حين يتم نشرها. نحن ننشر الأخبار على صفحة فيسبوك، لكن التواصل مع الخبراء ضروري من أجل التوصّل للتفسيرالصحيح للنتائج الأولية. قدمنا محاضرات وندوات عن تل خيبر في كلٍّ من شيكاغو، لندن، بازل، ميشيغان، وسان دييغو. أعطى علماء الاثار والمختصون بالفنون والفخار واللغات ردودَ أفعالٍ قيّمةٍ. كان الجميع سعيداً أن تُجرى تنقيبات في جنوبي العراق من جديد، ونحن نامل ان يكون لعملنا تأثيرٌ في جلب المزيد من المشاريع لهذه المنطقة المهمة حول أور.
يغامرنا السرور بشكل خاص لأننا قدمنا المحاضرة السنوية في المعهد البريطاني لدراسة العراق الذي يقدم الدعم للمشروع منذ بدايته، كما قدّمنا محاضرة في المؤتمرالسنوي للمدارس الأمريكية للدراسات الشرقية وهو حدث سنوي يجذب ما يقارب من ألف مشارك. أن فرصة اللقاء بالزملاء من جامعتي شيكاغو وميشيغان، واللقاء مع خبراء متمرسين من جميع ان العالم أثناء إنعقاد المؤتمر السنوي لآثار الشرق الأدني في سويسرا، قد ساهمت في فهمنا المتزايد لما يمكن أن يتم الكشف عنه مستقبلاً في تل خيبر.
مشروع منطقة اور للآثار : تقريرعام ٢٠١٤
إن تقرير مشروع البحث الأثري في منطقة أور لسنة ٢٠١٤ متوفّر الآن للتحميل. يتضمّن التقرير لهذا العام مناقشة للعمارة والقطع الأثرية التي أُكتشفت في تنقيبات تل خيبر، بالإضافة الى القراءات الأوليّة لأرشيف الألواح المسماريّة. يمكن للمتصفّح أيضاً أن يطّلع على البرنامج العلمي الجاري الآن، وعلى مانقوم به من أجل تعزيز تراث العراق في هذه الأوقات الصعبة
خلق فرص بحث
ان تشجيع و تسهيل البحوث الجديدة عن تاريخ العراق المثير هو عنصر هام من المشروع، لذلك فمن دواعي سرورنا الإعلان عن برنامج الدكتوراه الأول المرتبط بتل خيبر. وسوف يكون هذا عن طريق الباحث دانيال كالدربانك، الذي حصل مؤخرا على درجة الماجستير من جامعة مانشستر، و انضم إلى الفريق هذا العام، وهو يعمل على السيراميك. ويتواجد الفخار بكميات كبيرة في تل خيبر،وقد سجل أكثر من 60000 شقفة و حوالي 100 من الأواني الكاملة أو شبه الكاملة.وقد حصل دانيال الآن على تمويل من مجلس المملكة المتحدة للفنون والبحوث الإنسانية لمباشرة بحث الدكتوراه عن الفخار البابلي القديم في تل خيبر. وقد منحته أيضا جامعة مانشستر واحدة من منح الرئيس الدراسية للدكتوراة، والتي “تعطى الطلاب الأكثر تميزا من مختلف أنحاء المملكة المتحدة و من العالم كمؤسسة لدعم التدريب على البحوث مع أكاديميين بارزين”. يسرنا حقا أن يعمل معنا واحدا من أفضل علماء الآثار الشباب في بريطانيا.
تمديد التنقيب
استؤنفت الحفريات في تل خيبر يوم 12 يناير كانون الثاني. وفريق هذا العام أكبر بكثير: أحد عشر عالم آثار وغيرهم من المتخصصين من المملكة المتحدة يعملون مع أربعة زملاء عراقيين من الهيئة العامة للآثار والتراث. في وقت لاحق سينضم لنا مختص حفظ ومختص علم آثار نباتية. سنكون أيضا في الميدان لضعف فترة العمل في العام الماضي - ما يقارب الثلاثة أشهر!
بدأنا في تل خيبر بتوسيع التحقيق في تاريخ المبنى العام الرئيسي، وأيضا بالتحقيق بتاريخ مبنى ثان على بعد مسافة قصيرة. ان بداية العمل في يناير بدلا من مارس لديها ميزة واضحة: ان جدران طوب اللبن تظهر بشكل واضح جدا بسبب زيادة الرطوبة في التربة. بالتالي استفدنا من الأسابيع الثلاثة الأولى لتنظيف سطح التلة للكشف عن أكبر قدر ممكن من المخطط قبل أن يدفأ الطقس و يجف كل شيء. بعد هذا فإننا سوف نحفر غرف معينة بشكل مفصل. واحد الأولويات هذا العام هو منهجية أخذ عينات الغرف لاسترداد مجموعة كاملة من العينات البيئية.
وقد تم تعزيز قدرتنا على التسجيل المرئي للحفريات بواسطة استخدام الكوادكوبتر وهو عبارة عن جهاز مزود بطوافات متعددة المراوح يتم رفعها ودفعها بواسطة أربعة دوارات وان هذا الجهاز قادر على اخذ صورة واحدة كل ثانيتين لأنه يحوم فوق الحفريات على ارتفاع يصل إلى 30 مترا، مما يجعله مثاليا لتصوير مناطق واسعة مثل التي نعمل الآن فيها.
وبهذه الطريقة يمكن للجميع مواكبة تقدمنا بالعمل، ونحن الآن أيضا نضيف العديد من التحديثات على الفيسبوك (انظر الرابط أدناه). وقد قام الزوار المحليين ووسائل الإعلام بزيارة الموقع، بما في ذلك حفيد للسير ليونارد وولي. وقد قمنا نحن أيضا بزيارات - للارسا وأريدو حتى الآن، ولدينا دعوات لزيارة الاهوار والحرمين الشريفين في كربلاء والنجف ونحن نتطلع إلى ذلك.
تل خيبر في لندن
استضافت مؤسسة الحوار الإنساني العراقي في لندن محاضرة عن تل خيبر في كانون الاول عام 2013. وكانت المؤسسة قد تأسست في عام 2007 من قبل السيد سعيد حسين الصدر، و تكرس المؤسسة عملها لتعزيز التفاهم والمصالحة بين الطوائف العراقية المتعددة. ويعتبر مقرها في بيت السلام مكان اجتماع لأوسع مجموعة من الأفكار والأفراد المهتمين في العراق. وكانت هذه أول محاضرة عامة عن المشروع، وبما أن تراث العراق القديم هو شيء مشترك لجميع العراقيين، كان هذا حقا المكان المثالي لطرح المشروع. وتم تقديم جين مون من قبل الفنان العراقي المعروف رشاد سالم، بشهرة حملة دجلة، وكان هناك إقبال ممتاز.
وكان مناسب ومن دواعي السرور أن الجمهور كان في الغالب عراقيا. كان هناك العديد من الأسئلة والتعليقات الثاقبة والتي شكلت تحديا، واستمرت المناقشة حتى وقت متأخر حول وعاء تشريب ترحيبي بالاضافة لوجبات شهية أخرى في أحد المطاعم العراقية القريبة. تم الاتفاق على أن أحدنا يجب أن يعود بعد الموسم الميداني القادم في 2014 لإعطاء محاضرة مواكبة لتطور المشروع.
نتقدم بأحر الشكر لمؤسسة الحوار الإنساني العراقي لاستضافة هذا الحدث، ولأحمد دجالي لاقتراح وترتيب ذلك.
وتتوفر المحاضرة على https://tinyurl.com/o7ap2yf
تل خيبر 2014
نحن الآن في المراحل النهائية من الاستعدادات لحفريات عام 2014 في تل خيبر، التي من المقرر أن تبدأ في بداية شهر يناير كانون الثاني. لقد ضاعفنا هذا العام حجم الفريق وسوف نعمل لضعف المدة الزمنية. كما سيتم النهوض ببرنامج التحليل العلمي، ولذا فإننا سوف ناخذ معنا آلة الأشعة السينية الحيودية المحمولة، مجهر ثنائي العينين، المحطة الشاملة (المشتراة بمنحة من المجلس الثقافي البريطاني)، وعدد أكبر من أجهزة الكمبيوتر.
وبوجود فريق أكبر تصبح الأمور الوجستية أكثر تعقيدا. فبالاضافة للإقامة في بيت أور لعمليات الحفر، والتي تتكرم الهيئة العامة للآثار والتراث بتقديمه، تمت اضافة أربع وحدات سكنية متنقلة. وقد تم التبرع بهذه الوحدات من وزارة الخارجية والكومنولث ونقلها من بغداد إلى أور بواسطة المجموعة الدولية سكا (SKA)، الذين تفضلو أيضا بوعد سخي بتقديم مقصورة خامسة للاستخدام كورشة عمل. وبفضل Copperchase سوف تزود هذه الوحدات قريبا بالمياه والكهرباء.
سيرافق فريق هذا العام المحافظ الذي سيقوم بالعناية بالاكتشافات الحساسة والتأكد من نقلها في حالة جيدة إلى المتحف العراقي. وقد اضفنا أيضا للفريق مدير المخيم الذي سيقوم برعاية أسرتنا الموسعة والعناية بتغذية وراحة الفريق.
ونحن نتطلع إلى تجديد الاطلاع المعرفي مع جميع أصدقائنا في أور، ولا سيما مع زملائنا في الهيئة العامة للآثار والتراث. وحظيت جين مون بلقاء معالي الدكتور لواء سميسم، وزير السياحة والآثار، في معرض سوق السفر العالمي في لندن يوم 4 نوفمبر. وأكد معاليه مجددا دعمه لمشروع منطقة أور للآثار، وابدى اهتماما خاصا في التقنيات العلمية الجديدة التي ننوي استخدامها.
وقد قام المانح المؤسس جلف ساندز بتروليوم بزيادة دعمه بسخاء للعام القادم. ونتقدم بجزيل الشكر لجميع المانحين لجعل موسم عام 2014 ممكن.
مشروع منطقة اور للآثار : تقريرعام ٢٠۱۳
التقرير الأول لمشروع منطقة أور للآثار متاح الآن للتنزيل. ويشمل النقاط البارزة من عملية رسم الخرائط والاستكشاف الأولي من تل خيبر 1 في عام 2013، وكذلك صورا لألواح الكتابة المسمارية، والفخار وبقايا أثرية أخرى. يمكنك أيضا القراءة عن العمل الذي قمنا به لتعزيز التراث الأثري في العراق وبناء القدرات لإدارته.
ان دراسة وتحليل كافة المحفوظات لا تزال مستمرة، كما هو حال عملية التجميع لنظام المعلومات الجغرافية على شبكة الإنترنت (GIS)، والتي سوف تكون في متناول العلماء وجميع الأطراف المهتمة الأخرى. وسوف يتم نشر مزيد من النتائج عندما تصبح متاحة.
المباني التذكارية الأثرية
بعد ثلاثة أسابيع من العمل الشاق في تل خيبر تم التأكد من جود مبنى تذكاري واحد على الأقل. وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية، بالاضافة إلى برنامج الاستكشاف الجيوفيزيائي، بأنه مربع الشكل، ولا يقل قياسه عن 80 × 80 مترا. وتبين ان الغرف المحفورة على طول الجانب الشرقي من المبنى تتميز بأرصفة صلبة من الطوب الطيني العادي، واحدها، يحتوي ربما على قاعة كبيرة، لديها سلسلة من الطوابق المقصورة بشكل جميل – وان الاهتمام ودقة التفاصيل في البناء يعزز الطبيعة الخاصة للمبنى. إنه من السابق لأوانه بطبيعة الحال، القول ما اذا كان هو معبد أو قصر أو مجمع اداري. ويعود الفخار الذي تم العثور عليه فوق آخر أرصفة الطوب إلى أوائل الألف الثاني ما قبل الميلاد، إلى اسن-لارسا (بلاد ما بين النهريين) أو ربما إلى الفترة البابلية القديمة، ولكن هناك أيضا مواد من السلالة الحاكمة الأولى (2800 ما قبل الميلاد)، ما يقارب ما قبل ذلك بألف سنة. ما شكل الاحتلال الحضري في هذا الوقت السابق هو واحد من العديد من الأسئلة الذي نخطط معالجتها في المستقبل.
بالإضافة إلى تحديد مكان وجود المبنى الكبير، ان هذا الموسم الأول من العمل الميداني يختبر أيضا طبيعة وعمق البقايا الأثرية بداخل وحول المبنى. تم الوصول إلى منسوب المياه الجوفية حتى 2.3 متر تحت السطح – وهو حد حفرياتنا على الرغم من ان الطبقات الأثرية مستمرة بالأسفل.
بقايا القمامة خارج المبنى تحتوي على بقايا نبات، ويجري جمع هذه البقايا للفحص المتخصص. ويبدو الحفاظ على المواد الحيوانية جيدا، ولكن هناك بعض القشور المالحة على الكثير من الفخار.
وبصرف النظر عن الأواني الفخارية وجدنا أدوات من النحاس والحجر، ولوحتان من الطين المصبوب، واللواتي يظهرن على التوالي ذكر عابد وانثى مبتسمة مليئة الخدود!
أعمال التنقيب الحالية
بدأت أعمال التنقيب عن المستوطنة البشرية القديمة في تل خيبر في هذا الأسبوع. وبدأ فريق من علماء الآثار مكون من ستة بريطانيين وأربعة عراقيين باستكشاف الهضبة الجنوبية (تل خيبر 1) حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود مباني كبيرة لا يقل عمرها عن أربعة آلاف سنة. وقد قمنا في اليومين الأوائل بجمع جميع المعدات المختلفة اللازمة لبدء العمل، بداية من الاختيار اليدوي المميز الذي ادخل على النظام في سوق الناصرية لحاويات المياه. بحيث استخدمت القناة المجاورة لتسهيل الوصول إلى الموقع. كما كان من الضروري تعيين العمال واختبار جميع المعدات. وسيقوم علماء الآثار بتسجيل كل شيء مباشرة على جهاز الحاسوب، وستعمل جميع البرامج والأجهزة على حد سواء بموائمة احتياجات العمل في ظروف الرياح والغبار.
وتجسمت الأولوية الفورية في محاولة معرفة المزيد عن المستوطنة البشرية في تل خيبر قبل المباشرة بالتنقيب. وقد تم جمع الفخار والتحف الفنية التي تم العثور عليها على السطح بانتظام. وسوف يساعد التحليل بتحديد أنماط وتواريخ احتلال المستوطنة. وقد بدأت عملية البحث عن المبنى الكبير في المنطقة. وان هذه التقنية التي تمت تجربتها واختبارها تنطوي على إزالة التربة السطحية وبعد ذلك، وفي ظروف مواتية، تصبح الجدران القديمة مرئية. كما تم استخدام الغراديوميتر (gradiometer) للتعمق بالنظر تحت السطح. وتنفذ الاختلافات المغناطيسية للجهاز ما بين الجدران والغرفة دون إلحاق الضرر بالبقايا الأثرية المتواجدة في الأسفل ويمكن أن تساعد في تحديد موقع المباني القديمة بدقة.
على الرغم من أنه قد تم فحص السطح فقط حتى الآن، بدأت الأدوات اليومية التي خلفها بالفعل سكان خيبر القديمة بالظهور: مطاحن وأجزاء من أوعية مصنوعة من الحجارة، سدادة مصنوعة من القار، وحتى قطعة من العاج من شبه القارة الهندية.
جلف ساندز تعترف بالامكانيات التراثية
ان الاستدامة وبناء القدرات هي العوامل الرئيسية لمشروع الآثار في منطقة اور. اننا نطمح حقا بان يقدم المشروع فوائد كبيرة لعلماء الآثار العراقيين ولنظهر للعالم مدى أهمية التراث العراقي. ولذلك فأن تبرع جلف ساندز بتروليوم للمشروع من ميزانية (المسؤلية الاجتماعية للشركات) هو خبر جيد. جلف ساندز لديها سجل حافل في دعم الآثار وهي أيضا الجهة المانحة لمشروع أوركيش للبروفسور جورجو بوسيلاتي ،والذي وفر للسكان المحليين برنامج مركزي لخلق فرص مدرة للدخل بالاضافة الى توفير فوائد لحماية التراث.
كينيث جدج، مدير تطوير الشركات والاتصالات في جلف ساندز، يرى أن لتراث سوريا والعراق دورا رئيسيا في تطوير مستقبل تلك البلدان. ‘ونحن نعتقد أن العمل بمجال التراث يعزز تبادل المهارات والمعارف بين الخبراء الدوليين والممارسين المحليين، و لابد أنه يلعب دور في إعادة بناء جنوب العراق’ كان قد قال. ‘كل ذلك هو جزء من العودة إلى الحياة الطبيعية والاستدامة على المدى الطويل - فضلا عن كونها تجربة مثيرة !’
وقد عبرت مديرة المشروع جين مون عن سعادتها بالفرصة التي اتيحت لها للتواصل مع جمهور من موظفين جلف ساندز في لندن مؤخرا للتعبير عن مدى إثارة علم الآثار. كما عرضت مقدمة عن علم الآثار العراقي وتل خيبر، وتضمن العرض شرح لعملية الختم المتداول – عن طريق استخدام ختم حديث طبق الاصل، بالطبع! وقد علقت جين “كان من الرائع لقاء الموظفيين ورؤية حماسهم ودرجة اهتمامهم في تراث العراق،”. “أراد البعض زيارة الحفريات، وسيتمكن الجميع من متابعة الاكتشافات واقعيا.”
قلعة غوودريتش
ما الذي نقوم به في قلعة غوودريتش؟ بصرف النظر، عن التمتع بالمشهد الرائع لوادي واي على الحدود الويلزية. حسنا، قبل ثلاثة أشهر فقط من بدأ الحفريات في تل خيبر بدأنا اختبار بعض معداتنا لتسوية أي مواطن الخلل وضمان عملها كما ينبغي قبل أن نصل إلى العراق. ان التصوير هو جزء مهم في تسجيل ما نجد وان احد المشاكل التي نواجهنا دائما هو كيفية أخذ لقطات مرفوعة جيدة لموقع أثري ومبانيه المكشوف عنها بالحفريات. ويصعب التحرك حول الأبراج الفوتوغرافية وايجاد الموقع المناسب للحصول على أفضل صورة، في حين يمكن طلب طائراة هليكوبتر لمرة واحدة بين الحين والآخر! ان الحل الذي اعتمدناه هو استخدام قطب مقرب (تلوسكوب) طوله 9 امتار مزود مع كاميرا رقمية على قمته، ومتصلة بواسطة سلك بجهاز كمبيوتر محمول. وبالاستعانة ببرنامج خاص على الكمبيوتر المحمول نستطيع رؤية ما ترى الكاميرا، تكبير وتصغيرالصورة، والسيطرة على كل الميزات الأخرى مثل فتحة العدسة والسرعة. عندما نحدد الصورة المثالية، يمكننا التقاط الصورة وحفظها مباشرة على الكمبيوتر المحمول. وهنا يقوم، دان باريت، مدير الموقع لدينا، ورون شوزميث، عالم الآثار في كاتدرائية هيرفورد سابقا، بالتقاط صور مرفوعة للقلعة للدليل السياحي الذي يحضره رون لمؤسسة التراث الإنجليزيي. كانت النتائج ممتازة وتظهر القلعة وكما انها لم تصور من قبل!
استكشاف البيئة القديمة
كيف يتعايش الناس مع البيئة وكيفية استغلالها هي واحدة من المسائل الرئيسية التي سنقوم باستكشافها في تل خيبر. وقد تعرض جنوب العراق الى تغيرات بيئية كبيرة على مدى آلاف السنين القليلة الماضية، وكان آخرها تدمير الأهوار في 1990. وقد واجه الشعب واسع الحيلة التحديات دائما عن طريق الاستجابة وتكييف طريقة حياته لضمان استمرارية بقائه..
وان الدراسة التفصيلية لبقايا النباتات والحيوانات ستقدم المعلومات التي نحتاجها لبناء صورة البيئة المحلية والاقتصادية في العصور القديمة. سنقوم بجمع أدق أجزاء البذور المتفحمة والأغصان من الطبقات الأثرية ، وكذلك عظام الحيوانات والأسماك والطيور. وبعد ذلك سيتم تحديد وتحليل هذه المواد من قبل فريق العمل المختص لدينا بعلم الآثار البيئية. وحتى تصبح هذه المواد ذات استخدام احصائي، أنه لا بد من جمعها بطريقة منهجية، ونحن محظوظون لان البروفسور أوكونور تيري وافق على توفير مشورة معرفية بشأن تصميم وتنفيذ برنامج أخذ العينات. تيري هو احد أفضل علماء الآثار البيئية في المملكة المتحدة، وهو أستاذ العلوم الأثرية، ورئيس وحدة الآثار البيئية، في جامعة يورك، والذي يعتبر “رأس المال الأثري للمملكة المتحدة”.
زيارة لبغداد وجنوب العراق
في يناير، تمكن المدراء جين مون وروبرت كيليك من زيارة العراق – وقد كانت الخطوة الأولى لاطلاق المشروع. كانت بغداد أول ميناء حيث أجريت محادثات إيجابية للغاية مع رئيس مجلس الدولة للآثار والتراث، والذي أعرب عن تأييده المتحمس لمشروع تنقيب بريطاني جديد في العراق.
وتجسمت الخطوة التالية بزيارة منطقة أور، مع أخذ مدينة الناصرية كمقر لبضعة أيام، والتي كانت تبث بجو مشجع من الحياة الطبيعية، وعلى الرغم من التقارير الإخبارية عن الحوادث المؤسفة على طريق الحج قرب كربلاء، بدت الناصرية عموما سلمية ومستقرة. قمنا بزيارة تل خيبر (انظر الصورة)، الذي عرفناه فقط من خلال صور الأقمار الصناعية والخرائط، والذي كنا سعداء باكتشاف انه تجاوز التوقعات. لم يتم تغيير معالم الموقع، وليس هناك علامات سرقة أو نهب، والموقع أكثر اتساعا مما افترضناه بداية. كنا على علم بمبنى عام واحد كبير، ولكننا الآن على يقين أن هناك مبنيين على الأقل! ولذلك فان تل خيبر هو بالتأكيد خيار لمشروع منطقة أور للآثار كموقع حفريات، وتم الحصول على الموافقة الرسمية لبدء العمل.
كان هناك فرصة ثمينة للتحدث مع أعضاء مجلس الدولة للآثار والتراث في مقرهم في منطقة الناصرية. فان لديهم معرفة واسعة في علم الآثار المحلية، وقدرا هائلا من الحماس والالتزام، ونحن نتطلع كثيرا للعمل معهم والتعلم منهم. كان في متناول اليد أيضا فريق من جامعة ولاية نيويورك، ستوني بروك، والذي انتهى من الموسم الأول من الحفريات في تل سخرية القريب. وتلقينا الكثير من النصائح المفيدة بناء على تجاربهم. عند عودتهم للعمل نسعى بداية العمل أيضا، ونأمل أن نتمكن من رد جميل ضيافتهم.
ويتقدم المشروع بالشكر للبيسي (BISI) لتوفير تمويل السفر، للدكتور أحمد شلبي لتأمين النقل والإقامة السخية والتدبيرات الامنية للزيارة، وللبروفسورة اليزابيث ستون وفريقها على كرم الضيافة والمساعدة في منزل الحفريات في أور. لمشاهدة الصور، وقراءة تقريرغير رسمي للزيارة، يرجى قراءة المدونة.